حينَ يُلِمُّ بالأوْقاتِ الضَّجَرْ
يجْترُّني وَعِيدٌ بالفَنَاءْ
يَنْدَسُّ لَيْلٌ فِي خواطِري
يَنْثُرُ في تلافيفِها يومَذاكْ :
شَبَحاً هُنا، عَبْرَةً هُناكْ،
وأنّاتٍ مَفْجوعةً وخَلاَءْ،
وسَاعاتٍ لِلْوَراءِ تَسيرْ.
يَخْدِشُ اللّيْلُ عَلَى الماءْ
رَسْمَ مالِكَتِي،
يَمْسَحُها مِنَ الإطارِ فَوْقَ الجِدارْ،
يَخْدِشُ
الضُّحَى والخُيوطَ المُشْرِقاتْ.
تَزْحَفُ نَحْوَ الرُّؤْيَا مَخْلوقاتٌ منْ بُخارْ
كأشباحٍ مِنْ مَجَرَّاتٍ أخْرَى،
مخلوقاتٌ تزْحَفُ كالدُمَى،
ألقَتِ الرِّيشَ في مَهْوَى الرِّياحْ،
طَرحَتْ عِشْقِي نَبْراً مُهَشَّماً
عَلَى حافَّةِ الإحْتِضارْ.
أنَادي أمْنِيّاتِ حياةٍ أحِنُّ لَهَا
مَدْحورَةً لا تُجيبْ،
غَفَا سَمْعُها
والحلمُ أمْسَى وَحْشَةً وحُطامْ
في ليلٍ،
مَشْبوهَ النَّوايا، مُريبْ،
يُنْهِضُ إعْصاراً مِنْ صَحَارِ الرَّمَادْ
فَتَبْدُو نَواياهُ وهْماً وصُراخْ
وتَسْقُطَ الأفراحُ في كَهْفِ السَّوَادْ .
يَرْمي فَراغُ القَفْرِ نَهاراتِي
بِخِنْجَرٍ
يُدَوّي،
يَشُنُّ حَمْلةً لِلسُّعارْ،
لِطَعْنِ مَا بَدَا وَلَاحْ
يَغْتالُ انْفِراجَ الأفكارْ،
وتَبيتُ الظّلالُ المورِقَةُ
أخاديدَ في نفْسي وجراحْ.
نَجاتي مِنَ الضَّجَرْ
سَعْفَةٌ في عُبَابِ الهَواجِسْ
عالِقٌ
بِها سابحْ،
بِمَا تَحرّكَ في البالِ تَجُوبْ
تَنْأى بالخاطرِ مِنْ وَعْدٍ يائِسْ.
نَجاتي أنْ يعودَ حُبٌّ تبَدَّدَ جَنَاهْ،
إلى مَدَى أضْلُعِي لاَ يَنْزَاحْ
يَضُمُّني كَلَمْسِ رُوحٍ
بَهِيٍّ بِظِلاَلِهِ الخضراءْ
وَيَدومَ بَقَاهْ.
ويعودَ
الجسمُ النّورانيُّ سَهْماً
ينْفُذَ
في كَثافَةِ الليلِ الدّامسْ
لاَيَتَوَارَى،
وأنْ لا تَضْجَرَ الشمسُ في رِفْعَتِها
بَعْدَ يومٍ سَابِغٍ لاَ يُجَارَى.
نَجاتِي
أنْ تَدومَ هادِيَّةً بِلَأْلائِها
لاَ حِجابَ على نورِها
وَيَكونَ لِلَّيْلِ فَجْرٌ باهٍ ظَهَرْ،
وأنْ تعودَ مَالِكَتِي لِوَكْنِهَا،
إلى صَدْرِي بَعْدَ غِيّابِ السّفَرْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق