الخميس، 18 يونيو 2015

أكتبُ لإطْفاءِ نارِ الحَرائِق : شعر







لمَاذا أكتبُ الكلماتْ؟
ولِمَنْ أسجِّل الحسراتْ؟


لإطفاء نار حريقين :





إشتعالُ قلبٍ مُغْرَمٍ
 أحسُّ لَظاهْ


وحريقٌ حَوْلي بين نورٍ
 والعَتَمَةْ
 في المَدَى أراهْ.

أكتب عن بكاء المواليدْ
وبكاءِ الأمواتْ
حيث الولادة والموت مأساةْ
وطغيانُ الطّاغِي
وإقْعاءُ المَسْحوقِِ راضِيّاً
مَلْهاةْ.


 أكتب لأخْمِدَ ما يتغلغل يمورْ
في الأحشاءْ يلتوي يدورْ.





أكتب للتمسك بتوازُني
بين التَّهَوُّرِ والشَّهامَةْ 

وأفْسِحَ  لِكلماتي قلاعاً
 لتحْصيني؛


لأحرِّرَني من الأوهامْ


والأكاذيب الساريةْ


كالسم في فضائي،
ومنَ التسلُّط في سمائي؛


أبداً لا مِنْ أجل مالٍ أوشهرةٍ،
أو مديحٍ يروقُ أو عناقْ،
أوإغراءِ استحسانٍ،


أونفاقْ.





أكتب شعري بِرَنيني


لأحافظَ على نَبْرَةِ المطارقْ


تدق في سوقٍ للنحَّاسينْ،


 فوق كتفيَّ
أحْمِلُها


كانت ذات يوم زهراءْ


في مراكش أو إشبيلِيَّ


أو الخليلي أو بغدادْ.





أكتب لأعترف بنفسي


إذ قلَّ مَنْ بي يَعْترِفُ،


لأمَدّدَ خَيْطاً


لفكرةٍ لمْ تحترقْ


تحْتَ حَكِّ المِحَكِّ
لتنبثقْ.





أكتب لا مبالٍ


بجلبِ الإهتمامِ لذاتي


بالمُخالف لِلرُوحِ


أو بالشَّنيعِ المناوِرْ.





أكتب مُرْغَماً


منْ صوتٍ في شراييني


يستفزني
فأميطَ اللثامَ


عن الخفايا


في ثنايا الصَّدْرِ،
 
في النوايا





والصوتُ شدَّ مَا  يُعَنِّيني.





أختفي لأكتبَ


لأن الإشتهار بالبديع احتضرْ،


أخْتَفِي لأصادِقَ نفسي،


وأخاصمَها حين لا تُطاوِعُني


للكشف عن فساد الطبيعةِ
والبذاءاتْ


وظُلمِ الأقاربِ


وتَهالُكِ النِّداءاتْ.





أخاصمُها عندما تحاصرني


تخاف تسلُّطاً


يُخْرِسُنِي.





أكتب لأحبَّ نفسي ودنياي


وأطفئَ حَرائقهما :


حريقُ القصور والعجز


حريق الإنتكاس والصدمة والهزيمة


حريق الداءِ والفشلْ،


 والعزلة، والنكرانْ؛


وأستغرق في مفاحشِ دنياي


لأصبغَ بلونها رسمي


وقليلا ما أجد صباغة
لنفسي ودُنْيايَ


ترفعُ مباهجَهما
وتُسْمي؛





إلا عندما أعيش بالذكرى


مع حبيبتي، مالكتي،
بِلوْنِ الوَرْدِ رُوحِي
 تتلمَّسُ يَنْزِفُ

 جُرْحِي


تئنُّ لِدائي،


تُعاني في صمْتِها


وراءَ الحجابْ،


 تَفكُّ لُغْزَ عَنائي.





محمد الشوفاني





 18ـ 06ـ 2015






ليست هناك تعليقات: