إهداء إلى سلمى الشوفاني :
مِنْ أسيرَاتِ زَمانِ القَهْرِ
وَالعَارْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صَبَاحُ الغَضَبِ الأزْرَقِ يَا رُعْباً
عَبُوساً
في الأدْغَالِ ضَارِبْ،
يا زَمانَ غَدْرٍ
سُخْطِي يَتَفَجَّرْ
يَدْفَعُ الجُدْرَانَ الكَالِحَةَ
حَتَّى يَتَنَفَّسْ
يَصْرُخُ مَكْلُوماً فِي رُبُوعِ الشِّعَابْ.
لِمَ يَا زَمَانَ العَارْ
لَمْ تَعُدْ في قَلْبِكَ رأفَةٌ
كَقُلوبِ الكِلاَب.؟
لِمَ أصْبَحْتَ نَذْلاً،
ذَليلاً،
تَطْعُنُ الظِّباءَ فِي ظَهْرِهَا،
لِمَ تُعْلِي عُوَاءَ الذِّئابْ.؟
لِمَ نَقْدُكَ أمْسَى زَائِفاً
لاَ يُنْجِدُ مَظْلوماً
لاَ يُخَفِّفُ آهَ مَاسَةٍ تَشِعُّ ـ عَذَابْ.؟
في أيَّةِ آيَةٍ يُعْتَقَلُ النُّورُ
يُبْهِرُ
يُبْهِرُ
في ظَهيرَةِ السَّوَادْ.؟
فِي أيَّةِ أدْغَالٍ يَأسِرُ الغُزَاةُ الفَجْرَ
نُسْغَ الحَيَاةِ فِي ثَوْبِ الحِدَادْ
سَجَنُوا جَنَاحَيْنِ رَهِيفَيْنِ
يَا مَليكَةَ النَّحْلِ
خَلْفَ قُضْبانِ الحَجَرْ،
في جَحيمٍ أسَرُوا حَليبَ أمٍّ
بِاجْتِراءٍ بَارِدٍ كَرُخَامِ المَقَابِرْ.
يَا زَمَانَ الفَصْلِ
لَمْ يَعُدْ لِلحَضيضِ قَعْرٌ،
وَمَا كَانَ مِنْ بَلاَئِكَ هَمْساً
غَدا صدَىً صَادِماً علَى الأبْرَاجْ
فَوْقَ القِبَابْ.
أيْنَ يَقِينٌ مَضَى وَكَانَ بَرْداً؟
يَا زَمَاناً خَبَا أمْرُهُ
أيْنَ نَصَاعَةُ وَجْهٍ كَانَ
عَفَّرْتَهُ في التُّرَابْ.؟
غَدَوْتَ وَهْماً بِلاَ رُوحٍ
يَا صَرْحَ الدَّمَارِ البَاغِي
يا زمان الخرابْ.؟
محمد الشوفاني
مراكش في 23 ـ 10 ـ 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق