لِكَوْنِي ثَلاَثَةُ أرْكَانْ :
ـ حُبُّنَا؛
يُقاوِمُ
حَتَّى يَبْقَى،
ـ وَهُنَا؛
في غُرْفَتِي
وَدُنْيَايَ، أسْقُطُ وَأرْقَى،
ـ وَأنْتِ؛
حِينَ
تَحْضُرِينْ
يَحْضُرُ مَا كَانَ وَيَكُونْ،
وَأحْنِي هَامَتِي
أمَامَ سِحْرٍ في خَاطِرِي غَيْرِ فَانْ.
اليومَ زارنِي عُصْفورٌ
جَناحاهُ بِلوْنِ الأرْجُوَانْ
في حِينٍ
أتَلَهَّى
بِطقوسِ الإنْتظارْ.
إعْتَلَى مِزْهَرِيَّةً رَتَّبَتْ عُطورَهَا
يَدَاكِ
ثُمَّ
طَارْ،
عَمَّرَ رَحْبَ غُرْفَتِي
بِذِكْرَى
مُكَثَّفَةٍ،
كَغَمَامَةٍ حُبْلَى فَوْقَ بِحَارْ.
وَقَّفْتُ اللَّحَظاتِ وَقَدَّمْتُ لِلضَّيْفِ
قُوتاً وَماءْ،
في مُرَبَّعٍ مِنْ ضُوءِ الشَّمسِ،
في صِحْنٍ مُنَمْنَمٍ بِلوْنِ السَّماءْ.
جالَ في الغُرْفَةِ وَحَطَّ على الإنَاءْ
ثُمَّ طَارْ،
خَوْفاً مِنْ مَكيدَةٍ أوْ شَرَكْ؛
حَطَّ على صُورَةِ أمِّي وَأبِي
حَطَّ على دَوَاليبِي
وَعَلَى اللَّوْحاتِ العَالِقَةَ،
حَطَّ عَلى كُتُبِي
وَعلَى مُخْتارِ مُوسيقايَ البَاذِخِ
الذَّهَبِي،
حَطَّ على إطارِ النَّوَافِذِ
وانْتَهَى في رُكْنِ الجِدَارْ.
وَعادَ لِلصِّحْنِ يَلقِطُ الفُتاتْ
يَنْهَلُ القَطَراتْ
وَيُطْلِقُ سَقْسَقَةً بَلَّلَتْ عَطَشاً
لِمُسْتَغيثٍ
في هَجيرِ المَمَاتْ.
وأنا
يَرْتَعِشُ الشَّوْقُ
لِرَشْفَةٍ مِنْ يَنْبوعِ المَنالْ،
قَلبِي يَرْجِفُ،
يَتَأمَّلْ؛
لِمَ في الزَّحْمةِ تَاهَ الحَبيبْ؟
وَاشتدَّ الظَّمَأْ؟
وانْتِظاري
اسْتَطالْ؟
تَلوحُ أعاصيرُ السَّوَادْ
صَاعِدَةً مِنْ قَعْرِها
تُفْسِدُ نَوْمِي ـ
مُلْهَبَةَ الحَنَاجِرِ بالأحْقَادْ.؟
حَطَّ ضَيْفي عَلى كَتِفِي
أبْدَى إبانَةً في تَغاريدِهِ؛
بِنُطْقِ
الطَّيْرِ في فَرْحَتِهِ :
(أقْبِضْ على الشُّعْلةِ بِرَاحَتِكْ
شاهِدْ نَفْسَكَ في المِرْآةْ،
أنْتَ هُنا وَالآنْ
مَعَ مَنْ في كَوْنِكَ أضْرَمَتْ
حَالةَ افْتِتانْ.)
محمد الشوفاني
10 ـ 10 ـ 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق