الثلاثاء، 19 يناير 2016

بَديعُ الزَّمَانِ وَئِيداً يَدْنُو



عِنْدَمَا طَارَ الحُلْمُ مِنْ وَكْرِهِ
رَفْرَفَ وَبَانْ
كَسِتَارٍ أبْيَضَ
وَرَاءَ أسْلاَكٍ دَائِرَةٍ
كَأشْوَاكِ الصَّبَارْ
كَمَخالِبَ فِضِّيَّةٍ في ظَلاَمِ النَّهارْ

إنْحَبَسَتْ فِي المَآقِي الدُّمُوعْ،
ضَجَّ بُكَاءُ الفَجْرِ
ضَجَّتْ أزْهَارُ الرِّيَاضْ
ضَجَّ بُكاءُ القَمَرْ.

ماذا تَفْعَلينَ بِالخُدوشِ
 في فِجاجِ الحُبِّ وأصْقاعِ الفَرَحْ
أيتها الأقدارْ؟
دَعِي مَسْلَكاً يُلطِّفُ تَعْسَ الأيَّامْ
يَنْسَلُّ مِنْ كُوَّةٍ مَسْتورَةٍ
وَيَفُكُّ الحِصَارْ؟
دَعِي ثَغْرَةً لِنِعْمَةٍ
تُعانِقُ روحاً وَراءَ قُضْبانِها؟
دَعِي فَجْوَةً لِمَنْ دَنَى
 لِكَتْمِ أنْفاسٍ  في حَرِّ الإحْتِضارْ
 فَاجِرَةٍ ـ
أنْفاسِ فُجَّارْ.

فِي غَضَبٍ مُخْتَلَسٍ مِنْ خَلْفِ نَظَّارَتِهِ
يَلعَنُ حارِسُ السِّجْنِ فِي نِقْمَةٍ
 حَانِقَةٍ
غِلَّ السَّجَّانْ
وَفُنُونَ مَيْلِ المِيزانْ.

وَيَرْنُو إلى فَضَاءٍ
 خَلفَ البُوَابَةِ العَفِنَةْ
حَيْثُ تُكَبِّلُ أصْفَادٌ
 جَوْقَةَ الغَاصِبِينْ
وعُشَّاقَ الدَّمَارْ.

أمَا بَدَا يَدْنُو
 في لِبَاسٍ كَالطَّيْفِ مُزَرْكَشٍ ـ
كَعَريسٍ في زَهْوِهِ
 بَدِيعُ الزَّمَانْ.؟

محمد الشوفاني
مراكش : 19 ـ 01 ـ 2016





ليست هناك تعليقات: