الخميس، 11 فبراير 2016

في السّاحَةِ نَصْبٌ... تِذْكَارِيٌّ



يَدِبُّونَ في رِيحٍ مُلَوَّثَةٍ
في حَقْلِ خَشَاشٍ سَامّْ
يَتَجَنَّونَ
يَتَمَنَّوْنَ السِّتْرَ المَكْتُومْ،
يَخْشَوْنَ تَلْطيخَ البَزَّاتِ الدَّاكِنَةْ
بِبُقْعَةِ لَوْنٍ فَاقِعْ.

يَرْتاعُونَ إلى الكِتابَةِ بِالحُرُوفِ المَقْلُوبَةِ
بِالأقدامْ،
كآثارِ بَرَاثِنٍ
كَقَفْزِ غِرْبَانْ،
لِتَدْوينٍ جَاِمعْ، لِصَكِّ اتِّهَامْ.

لِتَدْويرِ دائِرَةِ الحِصَارٍ الشَّائِكْ
الحِصَارِ اللاَّفِعْ.
يَضْرِبُونَ جِبَاهَهُمْ بِأيْديهِمْ
حَتَّى إنْهاكِ أنْفاسِهِمْ
تَحْتَ جُنْحِ الظَّلامْ،
يَنْصِبونَ عَظائمَ الأمُورْ
 لِصَفْصَافَةٍ واقفةٍ
واثقةٍ
كَحُورِيَّةٍ
صَمْتُها وَديعٌ كَهَفْهافِ الحَمَامْ.

تَلْطِمُ سَاخِرَةً
بِطَرْفِ العَيْنِ
أقْفاصاً مَنْفوخَةً بِشَحْمٍ يَذوبْ
 بِإدَامْ
يَجْرِي تَحْتَ الطَّاوِلَاتِ
دونَ كَلاَمْ.

مَتَى كانَ للمُتَآمِرينَ عَلَى العَهْدِ
أفُقٌ، سَمَاءٌ
قَلبٌ ناصِعْ
في ساحَةِ عَدْلٍ
في سَاحَةِ وِئامْ؟ً

الرِّيحُ العَاتِيَّةُ آتِيَّةٌ
تُدَوِّي حَوَافِرُهَا فِي بُطونِهِمْ
وَفَيَالِقُ الذُّعْرِ تَرْفَعُ الأعْلاَمْ.
محمد الشوفاني

مراكش في 11 ـ 02 ـ 2016

ليست هناك تعليقات: