فِي كَوْنٍ أسْقَمَهُ الجُحُودْ
في مَسارٍ شارِدٍ عَاصٍ
طَيْفُكِ شُعَاعٌ كَمَنارْ
مَوْجٌ جاذِبٌ
حُلْمٌ سَمْحٌ وَدُودْ.
في أفُولِ الأصِيلْ
عندما أسْتَلِمُ الرَّجَّاتِ الشَّارِسَة
رَجْعاً
لإِشارَاتِ
فُؤادٍ مُهادِنٍ يَمِيلْ؛
وألَمِسُ بَابَ قَلْبٍ
بِريشَةِ طاوُوسٍ أخْضَرْ
ويَرْتَدُّ لِلَمْسي زَمْجَرَاتُ طُبولْ
في جَنَباتِ الجَحيمْ؛
حينَذاكَ تُنادينِي البَرِيَّةُ
العَذْرَاءُ المُوحِشَةُ
في مَسْراهَا السَّرْمَدِي
بِصَوْتٍ ناعمٍ رَحِيمْ.
عِنْدَمَا دَمِي يَمْشِي على الأرْضِ يَدْعُو
لِلسَّماءْ
أنْ تَسْقُطَ غَريزَتي أوْ تَنْهَضَ
كَمَا تَشَاءْ
وَلَيْسَ في حَياتِي سَنَدٌ أوْ رَجَاءْ
تُنادينِي البَرَارِي
نِداءَ تِرْحَابٍ بِجُرْعَةِ مَاءْ.
حِينَ يَلْطِمُ نَهاري صُراخٌ أحْمَرْ
يَرْسُبُ حِسِّي في مُسْتَنْقَعٍ لَئيمْ
يَنْآى التِّيَّارُ عَنِّي
إلى أسْفَلِ غَوْرٍ حَضِيضْ
وَلاَ جَناحَ يَسْمُو بِقَلْبٍ مَهيضْ
ولاَ مُعْتَمَداً إلاَّ عَصَايَ
وانْتِمَاءً
بِتَكْلُفَةٍ بِالنَّفِيسْ،
أصْغِي لِلْبَرِيَّةِ تُنادِي بِالوُدِّ
لِحِضْنٍ رَؤُومْ.
أيّامٌ تَزولُ، أيَّامٌ تَعودْ
حُبٌّ يَبْلَى وَحِقْدٌ يَسودْ
إلاَّ حُبُّكِ فَوَّاحُ العِطْرِ لاَيَبْلَى
يَتَناسَلُ جَامِحاً في البَرِيَّةِ،
نَشيداً
إبْنَ نَشيدْ.
حبيبتي في وَحْشَتِي
طَيْفُكِ
سَحابَةٌ تَسْرِدُ عُمْراً
مَذْهُولاً مُنْصَرِفاً،
أرَى البَرَارِي مَأهُولَةً بِخَيَالِكِ
وأرَاكِ أنَاقَةً في تَمَامِ الوُجُودْ.
محمد الشوفاني
مراكش في 15ـ 02 ـ 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق