الاثنين، 14 مارس 2016

حُبٌّ تَحْتَ رَقابَةٍ مُشَدَّدَة



يُحَلّقُ النّسْرُ لاَيَحيدْ،
 كَالمُتَحَفِّزِ
كالضَّغينَةِ المُتَوَثِّبَةِ
 كالمُهانْ.
فَوْقَ بِساطٍ مَفْروشٍ قانْ
فَوْقَ مَرابِعِنَا على شَقائِقِ النُّعْمانْ.

يَحومُ النَّسْرُ لايَحيدْ
 يُحاصِرُ حُلْماً
 يَدورُ علَى كَبِدٍ يَنْهَشُهَا
أو يُطارِحُها مَا يُريدْ،
مُتَوَاتِرَ الدَّوَرانْ،
فَريداً يَهْبِطُ
 يَعْلُو
يُحاصِرُ عَاشِقَيْنِ، كالأطفالِ يَلهُوَّانْ؛

الشَّمسُ في عَراءِ الكَوْنِ
 غِطاؤُهُمَا
يَنْسِجانِ خُيوطَهَا،
تَحْتها يَجْتَمِعانْ.

لاَ قَلْبَ للنّسْرِ يَحْدُرُ نَحْوَهُ
لاغَدائِرَ عَالِقةً
لاَ رَشْفَ حَنانْ.

عَيْناهُ صَبِيبُ الوَقْدِ،
يرَى دَبيبَ العاشِقَيْنِ
 بأنْفاسٍ ظامِئاتٍ يَتَنَاغَيَانْ.

يَرَى النَّبْضَ مُبْتَلًّاً
 يُزاحِمُ النَّبْضَ،
والعينَيْنِ تَسْبَحانِ في العَيْنَيْنْ
ورَحْبَ السّماءِ في لَمْسِ اليَدَيْنْ،

يرَى ذِرْوَةَ العَبيرِ تَرْتَفِعُ
تَحْنُو علَى الصَّخَبِ،
تُريقُ الرَّحيقَ في كأسيْهِمَا
تَهْرِقُ لَحْناً
 في قَرَارِ المُقْلتَيْنْ.

يَخْفِقُ النسْرُ بِتَصْفيقِ الرِّيشِ
صُيَاحٌ خَفْقُهُ.

إذا ابْتعدَ اقتربْ،
إذا انْخَفَضَ، أشْهَرَ البَرَاثِنَ
وَعَلاَ وَانْسَحَبْ؛
لا فَريسَةَ في الفَضَا
على الثَّرَى لا أرَبْ.

الرُّوحُ تَنْعِمُ في شَطِّ مَرابِعِنَا
نِداءَ حُبٍّ في الرِّيَّاضِ رَيّانْ.

سِتْرٌ مَرابِعُنا على الوِجْدانْ،
خَريرُ الجَدْوَلِ
حِجابٌ مُلْتَحِفٌ  حوْلَ الذّاتَيْنْ.


 حَوْلَنَا تُدْفينَا مَجَالينَا
 وَاسِعَةٌ كالأبَدِيَّةْ
 عابِقةٌ في المُنْتَهَى
جذْلانَةٌ تحتَ القُبّةِ السّاجِيّةْ.

 أعْلَى مِنْ تحْليقِ النَّسْرِ
أعْلَى
مِنْ جَناحَيْهِ المَفْروشَتَيْنْ،
رُوحَانَا على الأديمِ عاشِقَتَانْ
 تموجانْ،
و خَلفَنا مَاهَمَّنَا
تَلْغَطُ المدينةُ لاَهِيّةْ.

على رَوَابِينا نَجوبُ
ودِمانا فائِرَةٌ نشْوَى
نَجولُ مِنْ رابيةٍ،
 في زَمانٍ مُنَغَّمٍ،
 لِرابيّةْ.

وَهُناكْ
 على شَفيرِ المدينةِ
جَفَّ نَسْغُها في الهجيرْ
جَفَّتْ في حَرائِقِها طَراوَةُ الأفْنانْ.


هنا حَصادُنا نَدِيُّ الشَّذَى
جِهَةَ الغَديرْ
في حَقْلِ شقائقِ النُّعْمانْ
قبل أنْ يخْطُرَ القمَرْ.

تحتَ جناحِ النَّسرِ في المُروجْ
 ظِلالُ الحُبِّ تَعْطِفُ،
 في حِينِ الوَداعْ،
تَعْزِفُ
 للهُيامِ أنْشودَتيْنْ
قبْل حُلولِ القَمَرْ.

ظلالُ الحُب في الخِتامْ
 يَمَّمَتْ وِجْهَتَيْنْ
كَالدُّخّانْ
تَفْنَى بَيْنَ الجَدائلِ
كَغَمامَتَيْنِ بِالدَّمْعِ تَتَناءَيانْ،
 خَطَّتَا إثْرَ التَّلاقِي سَطْرَيْنْ  
فوقَ بِساطٍ مَفْروشٍ قانْ.

محمد الشوفاني
مراكش في 12 ـ 03 ـ 2016



ليست هناك تعليقات: