وَصَلْنا لِلْبَرِّ قِلْعَانِ أبْلَيَا في
السَّفَرْ
هائِمَيْنْ
نَتْلُو مَراثينا على الصَّاري انْكَسَرْ
مُوَّاسونَ حَوْلنا يُتاجرونَ بالمَراثي،
بِما اعْتَرَانَا.
شَعَّ نورٌ موقِظٌ منَ العَدَمِ
كمنارٍ في بِحارٍ لِكَسيرِ السُّفُنِ
في الشارِعِ المُخْضَرِّ أنارْ،
هَمْساً ألْقى حَديثا مَلْغوزاً في الأذُنَيْنْ
:
في مساء القَرِّ ألقاكُمَا في الحُلُمِ.
حينَ انْتقلْنا كالحَبَابِ في الأزْمُنِ
وتَمادَيْنا عَنْ ذاتَيْنَا غِيَّاباً
إجْتاحَنا عِشْقٌ وجَحَدْنَا
تَشَقَّقَ الجليدُ في الشَّرايينْ
إخْتَلَّ سِحْرُ الطُّقوسِ وَجَارْ
في أخاديدِ الأرْضِ نَجْمُنا ضَلَّ
كَطائِرٍ ذَبيحٍ يَصْطَفِقُ
كُنَّا فارِسَيْنِ على الفُقْدانْ
نَرْتَوي بِنَخْبِ ما كَسَبْنا
بِثُمالَةِ مَا بَقَّيْنَا.
وَصَلْنا لِلْبَرِّ قِلْعانِ تَقَطَّعَا
نَتْلُو مَراثينا على الصَّاري انْكَسَرْ
مُوَاسونَ يُتاجِرونَ فَوْقَ ثَرَانَا،
نَرْقُبُ المساءَ يَحْمِلُنا على رَاِفِدٍ
إلى حُلْمِنَا.
وحينَ
صَوْتُنا يَحْضُرُ
نَكْتَوِي
بِما لمْ نَقْترِفْ
ومَا اقْترَفْنا.
لمْ نسمعْ وَجيبَ قَلْبٍ يَطْرِقُ قَلْباً
كَمَا كُنَّا،
وحينَ اجْتاحَتْ بابَنَا هبَّاتُ عِشْقٍ جَحَدْناها
بَاطِلاً
وَرَكِبْنا غُروراً تَضاريسَ مُسَنَّنَةً،
مَقاديرَنا طَمَسْناها
ليالينا تَرْتَجُّ دونَ مَسَرَّاتٍ
دون
أحَلامٍ نِمْناها.
ظهر النورُ الموقظُ خلفَ رُزْمَةٍ مِنْ سُحُبٍ
تَأوَّهَ وانْسَحَبْ.
هلْ أفْصَحَ النورُ سَيدتي الغَاليَّةْ
عن أشجارٍ أطْعَمَتْنا ثِماراً أذْهلتْنا؟
وَعَمَّنْ قَرَعَ الشَّكَّ أجْراساً
وأدْخَلنا في طَويَّةِ النِّسيانْ
وأخْفانا عنْ نَفْسَيْنا
حين الماءُ أغْوانا والأفْلاكُ
دائرةٌ
حين تَخَتَّرَتْ دِمَانَا
في الشَّرايِينْ
وخَسِرْنا ما كَسَبْنَا.
تَأوَّهَ النورُ... تَبَرَّمَ وانْسَحَبْ
بِلاَ خَفْقَةِ قَلْبٍ
تُسْعِفُنا
يا سيدتي الغالِيَّةْ؛
هُنَا حَكُّ أجْفانٍ ودُموعٌ
تَنْدَفِعُ،
تندفِعُ ضَارِيَّةْ.
ماذا تُريدُ أرْضُنا بألغازِها؛
أنْ نَخْتَفِيَّ مِنْ وَعْيِنا
أنْ نشعرَ أنَّا ضآلةً من غُبارْ
هلْ تُريدُ أرْضُنا أنْ يَنْسَحِبَ الكونُ مِنَّا...؟
محمد الشوفاني
لندن في : 26ـ 09 ـ 2016
من ديوان جاهز للنشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق