الاثنين، 30 يناير 2017

أغاني الشاعر





كَمَا مِنَ الرَّبيعِ تُهَفْهِفُ الطُّيورْ
لا نَدْرِي مِنْ أيْنَ اخْتَلَجَ الخَفَقَانْ،
وَكَنُجومٍ سابِحَاتٍ في سُهوبِ المَساءْ
أطَلَّتْ مِنْ عُمْقِ أعْماقِ الدَّوَرَانْ
وَكَمَا مِنَ الغَمامِ يَأتِي المَطَرْ
ومِنَ الثَّرَى وَادِي مُدَوٍّ صَبَّ
ماؤُهُ انْفَجَرْ،
ومِنَ الصَّمْتِ أصْوَاتٌ بَاغَتَتْ
خَفيضَةَ النَّبْرِ أوْ عالِيَّةْ؛

وكَثِمارٍ فجْأةً علَى الأغْصانِ عالِقَةٍ
كَمَا تُثْقِلُ العَناقيدُ الدَّالِيَّةْ،
وَتَدِبُّ على الصَّنَوْبَرِ ريحٌ مِمْراحْ؛
وَكَالسُّفُنِ اسْتَراحَتْ على الضِّفافْ
بأشْرِعَتِها البَيْضاءَ تَأتِي وَتَمْضِي
مَعَ المَوْجِ تَدْفَعُهَا الرِّيَّاحْ؛

وكَالبَسْمَةِ تَنْفَرِجُ على الشِّفَاهْ
كَمَا في الرَّوْضِ تَنْفَرِجُ السَّاقِيَّةْ؛

كَذا الشَّاعِرُ تَأتِيهِ الأغْنِيَّاتْ
كَنَسْمَةٍ رَطيبَةٍ إلى هاهُنَا مَدْفُوعَةٍ
إلى أرْضٍ عَزْلاَءَ مَهْجورَةْ
مِنْ عَالَمٍ ضَبَّبَهُ النِّسْيانْ
عالمٍ مَسْتورٍ في لاَ مَكانْ،
كَذا الشَّاعِرُ تَأتِيهِ الأغْنِيَّاتْ
مَدَّتْ على الأرْضِ فَخارَهُ وبُحورَهْ؛
يُغَنِّي أناشيدَهُ عُصارَةً لِلزَّمانْ
وذكراهُ مزاميرُ الهوَى تُغَنِّيهَا.

نَهاراً أصْواتٌ تُلاَحِقُهُ
وَلَيْلاً هَمْسُهَا يُرافِقُهُ
مُطيعاً تُناغيهِ وَيَسْمَعُهَا،
مُشيحاً عَنْ ظُنونِهِ تُساوِ رُهُ؛
وحِينَ مَلاَكٌ يُحاوِرُهُ :
(أُكْتُبْ)
فَمَا يُمْلي المَلاَكُ على الشَّاعِرِ يَكْتُبُهُ.

ترجمها عن الأنكليزية
محمد الشوفاني
مراكش في 26ـ 01ـ 2017

ليست هناك تعليقات: