الجمعة، 17 يوليو 2015

جميلةٌ في باحَة الجائعين : شعر





أغْمَضَتْ عَيْنَيْها في باحَةِ الرُّكامْ

أمام أطفالٍ يُشاغِبونْ

يَتَقاذَفونَ بالصُّراخِ

حَيارَى.



يَعْجِنونَ الطّينَ

يَلْعَنونْ

يَرْكِلونَ وَجْهَ الأرْضِ

يَشْتِمونَ الشَّمسَ تَحْرِقُ الوُجوهَ

لا تَتَوارَى.



قَدَحَتْ عَيْنُ الجميلةِ دَمْعَتيْنْ

صارِخَتَيْنْ

أمام قلوبٍ في الأوحالِ تنْغَمِسُ

تَتَبارَى.







ضحِكَ الأطفالُ مِنْ دُموعٍ

أحَدَّ مِنْ شَفْرَةٍ

تُقَطِّعُ خَدَّ الورْدِ أشْطارَا.

شَجَناً على رُوح مَمَزَّقةٍ

على صدرٍ في أسمالهِ

ناهدٍ

على دُرَّةٍ بيْنَ العذارَى.



إعتبارا للجمالِ الباكي

أوقفوا الشجارَا.



تداولوا في الباحة

تقاسموا الأدوارَا:

حارسٌ يُمْتِعُ الجميلةَ

بأداءٍ مِنْ هَزْلِ الحَياةِ

بِمُوسيقى

 خَفْتاً وَجِهارَا.

وتسابقوا للسوق مزدحماً

كَمِنْقارِ بَازٍ أصابِعُهمْ

يقْنِصونَ كَسْرَةً مِنْ هُنا

جُبْنةً مِنْ هناكْ؛

ولِتَنْعَمَ الحسناءُ الباكيةُ في الباحةِ

بِحُضورٍ ضيفٍ شريفٍ

قَنَصوا دِثارَا.



أفْرَغوا الثوبَ على الجمالِ

بِلوْنِ عيدٍ

 مُزَرْكَشاً بِالقَصَبْ

مُنَقَّطاً بِعِطْرٍ

يُحيلُ ليْلاً عابِساً نهارَا.



شِعارُهمْ

تمرّدٌ على أهلِ الأرْضِ،

وعلى السماءِ أعْلَنوا إنكارَا.



فاهَ رائدُهمْ :

أخْتي في الباحَةِ لا تُبالي

بالسافلينَ في مَلَذَّاتٍ نيّاماً

في مَقْتٍ لا يُجارَى.



لا تُبالي

بِرداءةٍ بَيْنَنا

وَنَذالَةٍ بَيْنَهُمْ

لا تَهْتَزُّ لَها نِيَّاطٌ؛

مَنْ يَجوعُ أو يَضيعُ اختيارَا ؟!



17 ـ 07 ـ 2015
























ليست هناك تعليقات: