الأحد، 2 أغسطس 2015

وَداعٌ بَيْنَ الليْلِ والنَّهَارْ




فِي مَيْدانٍ مِنْ زَوَايَا لَيْلٍ سَقيمْ
يَحْفِرُ الظّلامُ مَقْدَمَهُ
بِالسَّنابِكْ،
أمِّي مَكْسورَةَ السَّاقِ
طَريحَةَ النَّفائِسِ مِنْ عُمْرِهَا
تُرَحِّبُ بالزّائِرِ الآثِمْ.

يَفْتَرِسُ الذُّهولُ عَقْلي
أحاصِرُ دَمْعاً يَنْبَجِسُ
في حَقْلٍ شائِكْ،
وفي وَجْهِهَا تُشْرِقُ البَسْمَةُ
لَمَّا تَدَانَى هَزيعٌ جاثِمْ.

يَتَكاثَفُ بِعُمْري عُمْرُها
يوقِدانِ في البُؤْرَةِ ذِكْرَى،
يَتَمَلَّكُني هَوْلٌ
 وَرَوْعَةٌ هَوْجَاءْ
من التَّهْديدِ بِإلْغاءٍ صَادِمْ

عَلَى مَسافَةِ خُطْوَاتٍ مِنْ حَالِكٍ قَادِمْ
تُشيرُ بِإِشْراقٍ نَاعِمْ :
(أُتْلُ آياتٍ قُدُسِيَّةً 
لا تَخْشَ الوَعْدَ الحَاسِمْ
سَنَلْتَقي في ضَمِيرِ النَّهَارْ،
حِينَ يَلُفُّنا الصَّمْتُ
فَنَحْنُ والأفْلاكُ في مَسَارْ.)

يا مُوَدِّعَتِي
أخْشَى فَراغَ الطَّبيعَةِ
مِنْ كَوْنٍ بِغَيْرِ أُمٍّ،
وَأخْشَى
مَا تَحْمِلُهُ الغُصَّةُ إلى صَدْرِي
مِنْ عَطَبٍ
مِنْ حُطامْ،
وأخْشَى اللّيْلَ شَنيعاً في زَحْفِهِ
بِالمَهَالِكْ
وَزَلزَلَةَ السَّنَابِكْ.

قَبْلَ دَقّاتِ المِيقاتْ
قالتْ بِوَجْهِها الضَّاحِكْ
(أيْقِظِ الأطْفالَ النِّيَّامْ
لِقُبْلَةِ الخِتَامْ
وَحِفْظِ تَوازُنِ الوُجُودِ والغِيَّابْ
فَخَيْطُ الفَجْرِ يَكادُ يَلُوحْ.)

أجْهَشْنَا
قَبَّلْنا الوَجْهَ واليَدَيْنْ
أسْدَلْنا الغِطاءَ على القَدَمَيْنْ
بِرِفْقٍ
 وَهْلَةَ انْسِلاَلِ الرُّوحْ،

وعلَى بُعْدٍ مِنَّا بشِبْرَيْنْ
حَيْثُ ماتَ الحُزْنُ
رَأيْنَا دَبيبَ الظَّلامِ يَنوحْ.

إلى اللقاءِ سَيِّدَتي
مَوْعِدُنا فَرْحَةً
 حِينَ تَصيحُ سَطْوَةُ النَّهارْ،
فَنَحْنُ والأفْلاكُ في مَسارْ.

02 ـ 08 ـ 2015





ليست هناك تعليقات: